كل عضو يكتب كلمه لوالدته بمناسبه عيد الام ...

رائعة هي كلماتك واهداك ولكن حبيبتي قفي مع هذه الوقفة واقرائيها بتمعن

اخواني واخواتي الكرام إن من البدع التي صاحبت زمن
العولمة والانفتاح على الغرب احتفالات تعددت أسماءها
واختلفت مناسباتها ومن هذه البدع التي اتبع سننها البعض
من المسلمين الاحتفال بما يسمى " عيد الأم " الذي يكون
يوم فرح عند البعض ويوم كآبة وحزن عن البعض الآخر الذي
ابتلي بفقد الأم ..
لكن هل نحن كمسلمين بحاجة إلى مثل هذا الاحتفال ؟
هل نحن بحاجة الى تكريمها باسلوبهم الذي يهملها طوال
أيام السنة ثم يتكرم عليها بيوم في السنة ليبرها فيه ويقتطع
جزء بسيط من وقته كمظهرمن مظاهر التكريم لها ..
في أحد الدول الغربية اللي امتلئت بدور العجزة ذهب بعض
المسلمين إلى بعض هذه الدور التي يقيم بها الأمهات والآباء
وسأل عدد من المسنين عن أمنيته تفاجأ أن كلهم كانت
أمنيتهم واحدة وهي :
الموت ..
وذلك بسبب جحود أبناءهم وما يعيشونه من قهر وحزن وأسى
على تخلى فلذات أكبادهم عنهم في وقت أحوج ما يكونون
فيه إليهم .
فالحمد لله على نعمة الاسلام الذي كرم المرأة بشكل عام والأم
بشكل خاص فقد حث على برها طوال أيام حياتها وحتى بعد مماتها
ومن أروع صور تكريمها أن جعل برها باب من أبواب دخول الجنة
مفتوح على مصراعيه لمن جعل برها والقيام بحقها انقياد و طاعة
لله سبحانه ..
فهل هناك تكريم يوازي تكريم الإسلام لها ؟
كما حرم الله سبحانه عقوقها وجعل حقها مقدم على رغبات النفس
كما قرن رضى الوالدين عموما برضاه فقد قال تعالى :
(( وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين أحسانا ))
كما بين رسول الله صلى الله عليه وسلم أنها أولى الناس
بحسن المصاحبة والرفقة الحسنة فعن أبي هريرة رضي الله عنه
قال :
جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال :
يا رسول الله من أحق الناس بحسن صحابتي ؟
فقال : " أمك "
قال : ثم من ؟
قال : " أمك "
قال : ثم من ؟
قال : " أمك "
قال : ثم من ؟
قال : " أبوك "
ولقد قدم الله سبحانه برالأم على بر الأب لسببين :
- معاناة الأم في الحمل والولادة والإرضاع والقيام على تربية
أبناءها أكثر مما يعانيه الأب قال تعالى :
(( ووصينا الإنسان بوالديه حملته أمه وهنا علي وهن وفصاله في
عامين أن اشكر لي ولوالديك إلي المصير ))
- أن الأم بما فطرت عليه من عاطفة وحب وحنان أكثر رحمة وعناية
واهتماما من الأب .
قال القرطبي رحمه الله في تفسير هذا الحديث :
إن هذا الحديث يدل على أن محبة الأم والشفقة عليها ينبغي أن تكون
ثلاثة أمثال محبة الأب ، وذلك أن صعوبة الحمل ، وصعوبة الوضع
وصعوبة الرضاع والتربية ، تنفرد بها الأم دون الأب ، فهذه ثلاث
مشقات يخلو منها الأب.
كما أوصى الله سبحانه بحسن صحبتها وصحبة الأب عند الكبر
لأنهم بأمس الحاجة إلى البر والعطف فقد قال تعالى :
(( إما يبلغن عندك الكبر أحدهما أو كلاهما فلا تقل لهما أفٍ
ولا تنهرهما وقل لهما قولا كريما ))
ومن آداب حُسن التعامل معها عند الكبر :
الإذعان لأمرها مهما يكون ثقيلا وتقديم حقها على رغبات النفس ،
والإنصات لها وسماع حديثها حتى ولو لم نستفيد منه أو لم يكن
كلاما مهما ، المهم أن يدخل على نفسها الراحة .
وهذه بعض فتاوى علماء اللجنة الدائمة للبحوث العلمية و الإفتاء :
" الأولى "
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على رسوله وآله وصحبه ..
وبعد :
أولا :
العيد اسم لما يعود من الاجتماع على وجه معتاد إما بعود السنة
أو الشهر أو الأسبوع أو نحو ذلك فالعيد يجمع أمورا منها :
يوم عائد كيوم عيد الفطر ويوم الجمعة ، ومنها :
الاجتماع في ذلك اليوم ، ومنها :
الأعمال التي يقام بها في ذلك اليوم من عبادات وعادات .
ثانيا :
ما كان من ذلك مقصودا به التنسك والتقرب أو التعظيم كسبا للأجر
أو كان فيه تشبه بأهل الجاهلية أو نحوهم من طوائف الكفار فهو بدعة
محدثة ممنوعة داخلة في عموم قول النبي صلى الله عليه وسلم :
" من احدث في امرنا هذا ما ليس منه فهو رد "
رواه البخاري ومسلم
مثال ذلك الاحتفال بعيد المولد وعيد الأم والعيد الوطني لما في الأول
من إحداث عبادة لم يأذن بها الله ، وكما في ذلك التشبه بالنصارى
ونحوهم من الكفرة ، ولما في الثاني والثالث من التشبه بالكفار
وما كان المقصود منه تنظيم الأعمال مثلا لمصلحة الأمة وضبط أمورها
كأسبوع المرور وتنظيم مواعيد الدراسة والاجتماع بالموظفين للعمل
ونحو ذلك مما لا يفضي إلى التقرب به والعبادة والتعظيم بالأصالة
فهو من البدع العادية التي لا يشملها قوله صلى الله عليه وسلم :
" من أحدث في امرنا هذا ما ليس منه فهو رد "
فلا حرج فيه بل يكون مشروعا .
وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
" الثانية "
لا يجوز الاحتفال بما يسمى " عيد الأم " ولا نحوه من الأعياد المبتدعة
لقول النبي صلى الله عليه وسلم :
" من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد "
وليس الاحتفال بعيد الأم من عمله صلى الله عليه وسلم ولا من عمل
أصحابه رضي الله عنهم ولا من عمل سلف الأمة ، وإنما هو بدعة
وتشبه بالكفار .
———–
الله يرزقنا جميعا بر والدينا وحُسن القيام بحقهما